- هنبدء هنا نروى كل قصص الانبياء لنأخذ منها عبرة وموعظة حسنة .
- قصة سيدنا نوح عليه السلام :-
قصص الانبياء كان نوح على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. كان كثير الشكر لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة، فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته: “يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ”
بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث، هناك إله خالق وهو وحده الذى يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة. يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم.شرح “نوح” لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.
واستمر الصراع بين الكفار ونوح،وجاء يوم أوحى الله إليه، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن. أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم. ثم أصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان..خبر الله تعالى عبده نوحا أنه سيصنع سفينة ،وبدأ نوح يغرس الشجر ويزرعه ليصنع منه السفينة. انتظر سنوات، ثم قطع ما زرعه، وبدأ نجارته. كانت سفينة عظيمة الطول والارتفاع والمتانة، بدأ نوح يبني السفينة، ويمر عليه الكفار فيرونه منهمكا في صنع السفينة، والجفاف سائد، فيسخرون منه قائلين:ليست هناك أنهار قريبة أو بحار. كيف ستجري هذه السفينة إذن يا نوح؟ هل ستجري على الأرض؟ أين الماء الذي يمكن أن تسبح فيه سفينتك؟ لقد جن نوح، وترتفع ضحكات الكافرين وتزداد سخريتهم من نوح. وكانوا يسخرون منه قائلين: صرت نجارا بعد أن كنت نبيا!
وانتهى صنع السفينة، وجلس نوح ينتظر أمر الله. أوحى الله إلى نوح أنه إذا فار التنور-اى البركان- فهذه علامة على بدء الطوفان. وجاء اليوم الرهيب، فار التنور. وأسرع نوح يفتح سفينته ويدعو المؤمنين به، وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض. حمل نوح إلى السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين، بقرا وثورا، فيلا وفيلة، عصفورا وعصفور، نمرا ونمرة، إلى آخر المخلوقات. كان نوح قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة، وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض، وصعدت الحيوانات والوحوش والطيور، وصعد من آمن بنوح، وكان عدد المؤمنين قليلا.
لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام نوح، فلم يصعد هو الآخر، وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة وصعد المؤمنون.
وارتفعت المياه من فتحات الأرض،و انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميات لم تر مثلها الأرض. فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة. فقدت البحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة، وتكتسح الأرض. وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه.
وارتفعت المياه أعلى من الناس. تجاوزت قمم الأشجار، وقمم الجبال، وغطت سطح الأرض كله. وفي بداية الطوفان نادى نوح ابنه. ليركب معه وألا يكون من الكافرين لكنه أبى،وانتهى الحوار بين نوح وابنه ولم يجد غير جبال الموج التى ترتفع وترفع معها السفينة، وتفقدها رؤية كل شيء غير المياه. وشاءت رحمة الله أن يغرق الابن بعيدا عن عين الأب، رحمة منه بالأب.
واستمر الطوفان، استمر يحمل سفينة نوح، ولم يعد باقيا من الحياة والأحياء غير هذا الجزء الخشبى من سفينة نوح، وهو ينطوى على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض، وأنواع الحيوانات والطيور التي اختيرت بعناية، وأمر الله نوحا أن يهبط من السفينة محاطا ببركة الله ورعايته. ثم أطلق سراح الطيور والوحش فتفرقت في الأرض، ونزل المؤمنون بعد ذلك.
مصدر هذا الموضوع : قصص الانبياء
0 التعليقات:
إرسال تعليق